لو عادوا يوما ... وأحيانا يعودون

  

قل لهم قل لهم عندما يخذلون إحساسك الجميل
إن حمى رحيلهم..قد أصابتك بداء العقل إنك أعدت طلاء نفسك بعدهم ويكسرون أحلامك بقسوة
فتوقفت عن الهذيان بعودتهم وأزلت آثار بصماتهم من جدران أعماقك ويرحلون عنك كالأيام
ولم تعد ذلك المجنون بهم واقتلعت كل خناجرهم من ظهرك كالعمر
ولم تعد تنتظر الليل كي تبكيهم وأعدت ولادتك من جديد وينبت في قلبك جرح بإتساع الفراغ خلفهم
ولم يعد القمر والسهر يعنيان لك الكثير وحرصت على تنقية المساحات الملوثة منهم بك ثم تأتي بهم الايام إليك من جديد
ولم يعد البحر صديقك المنصت لحديثك وان مساحاتك النقية ما عادت تتسع لهم فكيف تستقبل عودتهم
الحزين عنهم   وماذا تقول لهم
  قل لهم  
قل لهم إنك أغلقت كل محطات الانتظار خلفهم قل لهم
إن لكل إحساس زمانا فلم تعد ترتدي رداء الشوق إنك نسيتهم..وأدر لهم ظهر قلبك
ولكل حلم زمانا وتقف فوق محطات عودتهم وامضِ في الطريق المعاكس لهم
ولكل حكاية زمانا تترقب القادمين فربما كان هناك
ولكل حزن زمانا وتدقق في وجوه المسافرين في الجهة الاخرى
ولكل فرح زمانا وتبحث في الزحام عن ظلالهم وعطرهم واثرهم أُناس يستحقونك...أكثر منهم
ولكل بشر زمانا علّ صدفة جميلة تأتي بهم إليك  
ولكل فرسان زمانا   قل لهم
وان زمنهم انتهى بك منذ زمن قل لهم إن الايام لا تتكرر
  إن صلاحيتهم انتهت وان المراحل لا تُعاد
قل لهم وان النبض في قلبك ليس بنبضهم وإنك ذات يوم..خلفتهم..تماما
لا تقل لهم شيئا وان المكان في ذاكرتك ليس بمكانهم كما خلفوك في الوراء
استقبلهم بصمت وان الزمان في ايامك ليس بزمانهم وان العمر لا يعود الى الوراء أبدا
فللصمت أحيانا قدرة فائقة على التعبير ولم يتبق لهم بك..سوى الامس  
عما تعجز الحروف والكلمات عنه بكل ألم وأسى وذكرى الامس قل لهم
    إنك لفظت آخر احلامك بهم
نصيحة قل لهم حين لفظتك قلوبهم
لا يعودون احيانا إنك نزفتهم في لحظات ألمك..كدمك وأنك بكيت خلفهم كثيرا
لكنهم أحيانا يعودون وأنك اجهضتهم في لحظات غيابهم حتى اقتنعت بموتهم
فإن رحلوا كجنين ميت بداخلك وانك لا تملك قدرة إعادتهم الى الحياة
فلا تضيّع عمرك في ترتيب افكارك وأنك أطلقت سراحهم منك في قلبك مرة أخرى
وكلماتك الي تود قولها لهم كالطيور بعد ان اختاروا الموت فيك
اذا ما عادوا إليك يوما وأغلقت أبوابك دونهم  
  وعاهدت نفسك قل لهم
حقيقة الاّ تفتح أبوابك إلاّ إن رحيلهم جعلك تعيد إكتشاف نفسك
أحيانا لأولئك الذين يستحقون وإكتشاف الاشياء حولك
نتمنى عودتهم   وإنك اكتشفت أنهم ليسوا آخر المشوار
كي نسرد عليهم حكاية نسيانهم   ولا آخر الاحساس..ولا آخر الاحلام
ونمارس عليهم   وان هناك أشياء اخرى ..
خديعة كبري   جميلة..ومثيرة..ورائعة
فمثلهم..لا يستحق صدقنا   تستحق عشق الحياة واستمراريتها

 

 

 

 

             للعودة إلى الصفحة الشعرية